نهر النيل، شريان حياة المصريين،
حق كل مواطن في التمتع بنهر النيل
واحتراما لدستور مصر الذي أقسمنا عليه، والذي يقر بالتزام الدولة
بحماية نهر النيل والحفاظ علي حقوق مصر التاريخية المتعلقة به،
وترشيد الاستفادة منها وتعظيمها، وعدم إهدار مياهه وتلويثها.
إن الحفاظ علي نهر النيل هو حفاظ علي الحياة، والتفريط في نهر النيل تفريط في حق الحياة،
وهو إقدام علي التهلكة ومخالفة لأمر الله القائل:
«ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة» (البقرة 195).
الحفاظ علي نقطة المياه لأنها أساس الحياة، وحماية وحراسة منبعها وموردها نهر النيل الخالد،
الذي تعددت الأحاديث النبوية، وتواترت الأقوال المأثورة عن أنه أحد أنهار الجنة، وأنه كما قال عبدالله بن عمر:
هو سيد الأنهار لأنه أشرف أنهار الدنيا، ولقد تحدث عنه عمرو بن العاص في معرض رسالته إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)،
حين طلب إليه أن يصف له مصر فقال: مصر تربة غبراء، وشجرة خضراء، طولها شهر، وعرضها عشرة، يخط وسطها نهر ميمون الغدوات، مبارك الروحات، يجري بالزيادة والنقصان، كجري الشمس والقمر له أوان، فبينما هي ـ يا أمير المؤمنين ـ عنبرة سوداء، إذ هي زبرجدة خضراء، فتبارك الله الخالق لما يشاء، ولقد عني القرآن الكريم بالماء لأنه أصل الحياة، وهو مثل السماء والأرض آية من آيات الله.
إن الماء نعمة من الله تستوجب الشكر، والشكر يجلب الزيادة، والشكر نقيضه الكفر، والكفر يستجب العذاب،
ذلك قوله تعالي:
«وإذ تأذن ربكم، لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتهم إن عذابي لشديد»
ذلك قول الله تعالي: »أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون« (الأنبياء: 30)، وفي قوله تعالي: »وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه علي الماء« (هود: 7)، وجاء ذكر الماء في القرآن الكريم في آيات ثلاث وستين، بدءا من قوله تعالي: «والله أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم» (البقرة: 22)، وانتهاء بقوله تعالي: «فلينظر الإنسان مما خلق، خلق من ماء دافق..» (الطارق: 6)، كما عني القرآن الكريم بمصادر المياه: الأنهار والبحار والسحاب، فذكرت الأنهار في أربعة وخمسين موضعا في القرآن، كما ذكرت البحار في إحدي وأربعين آية، والسحاب في آيات تسع، ولأن مستودع المياه شريان الحياة، هو نهر النيل، فقد ورد ذكره صراحة أو مجازا في القرآن الكريم مرات تسع، فجاء ذكره بلفظ الأنهار في قوله تعالي علي لسان فرعون مصر: «أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي» (الزخرف: 51)، كما جاء ذكر النيل باسم اليم في آيات ثمان، اثنتان منها في آية واحدة في قوله تعالي لأم سيدنا موسي: «أن أقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل» (طه: 39)، وهكذا فإن نهر النيل شريان المياه والحياة، هو نعمة عظمي أنعم الله بها علي مصر، وهو أمانة في أعناق كل المصريين، وهم مأمورون بالحديث بنعمة الله امتثالا لأمره تعالي: «وأما بنعمة ربك فحدّث» (الضحي: 10)، والحديث بنعمة الله يقتضي حمايتها وصيانتها ورعايتها، وإن لم نفعل كنا بصدد معصية، والمعصية تؤذن بزوال النعمة، وهذا ما عناه الشاعر:
إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
إن الحفاظ علي نهر النيل هو حفاظ علي الحياة، والتفريط في نهر النيل تفريط في حق الحياة،
وهو إقدام علي التهلكة ومخالفة لأمر الله القائل: «ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة» (البقرة 195).
إن الماء نعمة من الله تستوجب الشكر، والشكر يجلب الزيادة، والشكر نقيضه الكفر،
والكفر يستجب العذاب، ذلك قوله تعالي: «وإذ تأذن ربكم، لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتهم إن عذابي لشديد»